الحلقة 7 من مسلسل بربروس كاملة ومترجمة
لم يكن خير الدينِ بربروس نجما عابراً في سماء النصف الأول من القرن السادسَ عشىر الميلادي كانَ مدرسةً خلَّفَتْ آثاراً عميقةً في الجزائرِ وشماليِّ إفريقيا والدولةِ العثمانيةِ عامَّةً. بدأَ في التجارةِ والْتَفَتَ وإخوَتَهُ إلى الجهادِ البحريِّ بفعلِ القرصنةِ التي كان يمارسها فرسان رودس خاصة والقوى الصليبيّةِ الأخرى في المتوسط، فتعلَّمَ القتالَ وفنونَ الحربِ بنفسِهِ، ثم قيادة السفن الحربية، ثم قيادة قواتٍ بحريَّةٍ بإمْرَتِهِ، ثمَّ إمارة قلعةٍ، فإمارةَ ولايةٍ بما فيهَا منْ تنظيمٍ وإدارةٍ وسياسةٍ وتجييش جيوشٍ وتدريبِهَا وقيادَتِها، ثمَّ إدارة الأسطولِ العثمانيِّ بأجمعِهِ بما فيهِ رسمُ السياسةِ البحريَّةِ لدولة عُظْمَى بحجْمِ الدولةِ العثمانيَّةِ وتخطيطها وإدارتها، ونجح في ذاكَ كلِّهِ. كانتْ لهُ كاريزْمَا شخصيَّةٍ مميَّزَةٍ فتخرَّجَ على يديْهِ قباطنةٌ عِظامٌ وإداريون كبارٌ كربيبِهِ حسنٌ نائبَهُ على الجزائرِ، وابنِهِ حسنٌ والي الجزائرِ لثلاثِ مرّاتٍ، ثمَّ قبطانِ باشا الأسطولِ، وصهْره طرغودَ ريّس والي طرابلس الغربِ ومحرِّرِها منْ فرسانِ مالطا، وسنانِ ريّس، وبيري ريّس، وآيدين ريّس، وصالح ريس والي الجزائر ومحرَّرِ بجاية وكوردغلو ريّس ودلي محمدِ ريّس ومرادِ ريّس وغيرِهِم كُثُر. ولمْ تك هزائمه هينن لكن قليلة بالمقارنةِ بما حقَّقَهُ لأنَّهُ عَرفَ دائماً بالجهدِ والمواظبةِ والعملِ الدؤوبِ كيفَ يُحوِّلُ الهزيمةَ إلى نصرٍ، ومعَ كونِهِ مُخطِّطاً بارِعاً كانَ منفِّذاً جيِّداً أيضاً، فمعْ أنَّهُ لمْ يكُ ضابطَ مدفعيةٍ لكنَّهُ استخدَمَها بكَفاءَةٍ كما في بروزةَ، ولمْ يكُ يسمحح لعدوه أن يجره إلى ميدان يخبره أكثرَ منهُ، فهوَ لمْ يسمحْ في بروزةَ بالمواجهةِ إلاَّ في البحرِ المفتوحِ ليستطيعَ استغلالَ إمكاناتِ سفنِهِ الخفيفةِ في سرعةِ الحركةِ والمناورة ويحرم خصمهُ من ميزة سفنِهِ الضخمةِ البطيئة ضعيفة المناورة، وعندما خسرَ الأسطولُ العثمانيُّ في ليبانتَ (1571) -لرفضِ قائدِهِ نصيحةَ قباطنتِهِ بعدمِ الاشتباكِ في المضيقِ والخروجِ للبحرِ المفتوحِ- كانَ والي الجزائرِ قلج علي باشا قائدُ المَيْسَرَةِ تلميذُ طرغودَ ريّس -الذي يمكن عده من الجيلِ الثاني لهذي المدرسة- وفيَّاً لهذهِ المبادئِ فاستطاعَ بمناوراتٍ ماهرةٍ أنْ يُدَمّرَ أسطولَ فرسانِ مالطا وينجوَ بأسطولِهِ (الجزائرِيِّ) سليماً ما دفعَ السلطانَ لأن يجمع له منصِبَيْ قيادةِ الأسطول وإيالة الجزائر بعد مقتلِ قائدِ الأسطولِ في تلكَ المعركةِ.
مشاهدة الحلقة مترجمة وكاملة
قناتنا على التلكرام
وعام 1545م في نحو الخامسة والسبعين تقاعد خيرالدين في إسطنبول في داره على شاطئ بيوكديري (بالتركية: Büyükdere) شمال غرب البوسفور، وتفرغ ليملي مذكراته -بطلب من السلطان سليمان- على سنان مرادي ريَّس والتي بلغت خمسة أجزاء بخط اليد معروضةً في متحف قصر طوب قابي (بالتركية: Topkapı) ومكتبة جامعة إسطنبول نشرت المذكرات من قبل الأكاديمي التركي أحمد شيمشيرجيل، وحُوِّلت إلى روايةٍ بعنوان "البحر المتوسط كان لنا" من قبل م. إرطغرل دوزداغ